تقول احدى الطبيبات السعوديات:
دخلت علي في العياده عجوز في الستينات بصحبه ابنها الثلاثيني
لآحظت حرصه الزائد عليها فهو يمسك يدها ويصلح لها عباءتها ويمد لها الماء
بعد سؤالي عن مشكلتها سألته عن حالتها العقليه لأن تصرفاتها لم تكن موزونه.
فقال: انهامختلفه عقليآ منذ ولادتي!
تملكني الفضول فسأله:فمن يرعاها؟
قال: انا
قلت:والنعم ولكن من يهتم بنظافة ملابسها وبدنها!؟
قال:انا أدخلها الحمام واحضر ملابسها وانتظرها الى ان تنتهي واصفف ملابسها في الدولاب
واضع المتسخ في الغسيل واشتري لها ناقص من الملابس
قلت:ولم لاتحضر لها خادمه؟
قال:امي مسكينه مثل الطفل لاتشتكي اخاف تؤذيها الشغاله!
اندهشت من كلامها ومقدار بره وقلت:هل انت متزوج؟
قال:نعم الحمد لله ولدى اطفال
قلت: وهل زوجتك ترعى امك؟
قال:هي تطهو الطعام وتقدمه لها وقد احضرت لزوجتي خادمه تعينها
وانا احرص ان اكل مع امي حتى اطمئن لأنها مصابه بالسكرى
زاد اعجابي ومسكت دمعتى واختلست نظرة الى اظافرها فريتها قصيره ونظيفه
نظرت الأم اليه وقالت: امتى تشتري لي بطاطس؟
قال:ابشــــري الحين اوديك للبقاله!
طارت الأم من الفرح وقامت تنطط وتقول:الحين الحين!
التفت الابن وقال:والله اني افرح لفرحتها اكثر من فرحة عيالي الصغار!
تضاهرت بالكتابه في الملف حتى لايحس اني متأثره
وسألت:ماعندها غيـــــرررركــ؟؟
قال:انا وحيدها لان الوالد طلقها بعد شهور
قلت:اجل ابوك رباك؟
قال: لا جدتي كانت ترعاني وترعاها وتوفت الله يرحمها وعمري عشر سنوات
قلت:هل رعتك امك في مرضكــ او تذكر انها اهتمت فيك؟
قال: يادكتور امي مسكينه من عمري عشر سنوات وانا احمل همها واخاف عليها وارعاها
كتبت الوصفه وشرحت الدواء.
مسك يد امه وقال:يله نرووح البقاله!
قالت:لانروح مـــكه!
استغربت وسألتها: ليه تبين مكه؟
قالت: احب الطياره
قلت له:ليس عليها حرج لو لم تعتمر لماذا تذهب بها وتضيق على نفسسسك؟
قال:يمكن الفرحه اللي تفرحها اذا وديتها اكثر اجر عند رب العالمين من عمرتي بدونها!!!
خرجوا من العياده واقفلت بابهاا
وقلت للمممرضه:آي نيد بريك!
بكيت من كل قلبي وقلت نفسي هذا وهي لم تكن له لم فقط حملت وولدت!!
لم تربي
لم تسهر
لم تمرض
لم تتألم
لم تبكي لبكائه
لم ولم....
ومع كل ذلك كل هذا البر!!
*اللهم ارزقنا رضى والدنيا واغفر لهم وارحمهم واجمعناا بهم في
الفــــــــردوس الاعلى ..يــــــــــارب..***
تحياتي